رحالة حب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رحالة حب

الابداع فى كل ماهو جديد والراى بصراحه
 
دخولالرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيل

 

 غض البصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشرقاوي
عضو نشط
عضو نشط
الشرقاوي


ذكر
عدد الرسائل : 30
العمر : 71
العمل/الترفيه : عامل
تاريخ التسجيل : 02/05/2008

غض البصر Empty
مُساهمةموضوع: غض البصر   غض البصر Icon_minitime1الجمعة 2 مايو - 9:00



فإن الفتن في هذه الدنيا متنوعة متعددة، وهي راجعة إلى نوعين اثنين: فتن
الشبهات، وفتن الشبهات، وكل من هذين النوعين يتبدل ويتلون بأشكال مختلفة
ويختلفة قوة وضعفاً من حين لآخر.



وفي هذه البلاد، ومع دخول هذا الفصل فصل الصيف، تهاجمنا فتنتة عمياء لا يكاد
يسلم من أذاها، ولا ينجو من خطرها من ابتلي بالسكن هذه الديار.



أيها الإخوة، مع حلول فصل الصيف، وعندما تشتد حرارة هذه الشمس ولو بشيء يسير،
يتحين أهل هذه البلاد هذه الفرصة بعد طول انتظار وعناء، فينسلخون من ملابسهم،
ويتفنون في إظهار أجسادهم، ويتسابقون في تقصير ألبستهم، وصدق الله عز وجل إذ
يقول:
غض البصر Start-iconوَلَقَدْ
ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مّنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ
يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءاذَانٌ
لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَٱلانْعَـٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْغَـٰفِلُونَغض البصر End-icon
[الأعراف:179].



أيها المؤمنون، لعلكم أدركتم هذه الفتنة وطبيعتها، إنها فتنة النظر المحرم إلى
النساء.



أيها الإخوة، قد يسأل أحدكم قائلاً: لماذا نتكلم عن غض البصر؟



نتكلم عنه لأمور:



إن أكبر فتنة سيتعرض لها الإنسان في هذه الحياة الدنيا هي فتنة المسيح الدجال،
لكن هذه قد لا تصيب الناس جميعهم، فمن مات قبل أن يتعرض لها، فقد أمن مصيبتها.




يتلو هذه الفتنة، فتنة الرجال بالنساء، في صحيح البخاري عَنْ أُسَامَةَ بْنِ
زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ
غض البصر Salla-icon
قَالَ: ((مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ


عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاء)).
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ
غض البصر Salla-icon
قَالَ: ((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ،
وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ،
فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي
إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ)).



أيها الإخوة، وحتى لا نقع في فهم خاطئ لهذا الحديث، فنقصر الفتنة فيه على فتنة
الشهوة الجنسية المحرمة، سواء عن طريق النظر، أو عن طريق الزنا، فإن المراد
بالفتنة هنا عموم الفتنة من عموم النساء، سواء كانت زوجة أم أجنبية، وسواء كانت
فتنتها الشهوة الجنسية، أم الصد عن ذكر الله والانشغال بها عن طاعة الله، كما
قال الله عز وجل:
غض البصر Start-iconيٰأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّ مِنْ أَزْوٰجِكُمْ وَأَوْلـٰدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ
فَٱحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ
غَفُورٌ رَّحِيمٌغض البصر End-icon
[التغابن:14].



أيها المؤمنون، وفتنة النساء هذه خطيرة جداً، حيث أوقعت في شباكها جماعة من
العباد والصالحين، حتى صرفتهم عن زهدهم وتنسكهم، وعبادتهم لله عز وجل، بل إن
بعضهم مرق من دين الإسلام بسبب امرأة، وما القصة التي اشتهر ذكرها عن جمع من
أهل السير والتاريخ والتفسير، ببعيدة عنا عن جمع من الصحابة والتابعين، وذكرها
ابن جرير في تفسيره من عدة أوجه أحدها عن علي بن أبي طالب
غض البصر Radia-icon
قال: إن راهباً تعبد ستين سنة، وإن الشيطان أراده فأعياه فعمد إلى امرأة
فأجنّها، ولها إخوة، فقال لإخوتها: عليكم بهذا القس فيداويها، قال فجاؤوا بها
إليه فداواها، وكانت عنده فبينما هو يوماً عندها إذ أعجبته فأتاها، فحملت فعمد
إليها فقتلها، فجاء إخوتها فقال الشيطان للراهب: أنا صاحبك، إنك أعييتني، أنا
صنعت هذا بك فأطعني أنجك مما صنعت بك، اسجد لي سجدة، فسجد له، فقال: إني برىء
منك إني أخاف الله رب العالمين فذلك قوله:
غض البصر Start-iconكَمَثَلِ
ٱلشَّيْطَـٰنِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَـٰنِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّى
بَرِىء مّنكَ إِنّى أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَـٰلَمِينَغض البصر End-icon
[الحشر:16].




عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إنه لم يكن كفر من مضى إلا من قبل
النساء، وهو كفر من بقي أيضاً.



وعن سعيد بن المسيب قال: ما أيس الشيطان من أحد قط إلا أتاه من قبل النساء.



أيها المؤمنون، هذه الفتنة المدلهمة، والخطر العظيم، له مداخل ووسائل يلج بها
الشيطان على الإنسان، أول مداخل هذه الفتنة، هو النظر إلى النساء، وصورهن،
وأشكالهن.



النظر إلى الصور الجميلة يا عباد الله، بلاء ابتلينا به، ومحنة أذهلت العقول،
وصهرت أفئدة الرجال، وتلاشى معها إيمان كثير من المسلمين، وصرفت قلوب آخرين عن
البر والتقوى.



النظر إلى النساء، فتنة ليس لها من دون الله حام ولا مانع، مصيبة كبيرة، ومفسدة
ضخمة، وشر مستطير، وبلاء ومحنة، اللهم اعصمنا منها، واحفظنا عن الوقوع فيها،
وارحمنا يا أرحم الراحمين، فإنه لا حول لنا ولا طول بها.



في الصحيحين من حديث أَبي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ
غض البصر Salla-icon:
((إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ
مِنْ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ،
وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي،
وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ)).



أيها الإخوة، النظر بريد الزنا، قال الشاعر:



كل الحــوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر ‏



كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بــلا قوس ولا وتر



والعبــد ما دام ذا عيـن يقلبها في أعين الغيد موقوف على خطر



يسر ناظـــره ما ضر خاطره لا مرحبا بسرور عاد بالضــرر



وقال الحجاوي:‏ فضول النظر أصل البلاء لأنه رسول الفرج‏,‏ أعني الآفة العظمى
والبلية الكبرى‏,‏ والزنا إنما يكون سببه في الغالب النظر‏,‏ فإنه يدعو إلى
الاستحسان ووقوع صورة المنظور إليه في القلب والفكرة‏,‏ فهذه الفتنة من فضول
النظر‏,‏ وهو من الأبواب التي يفتحها الشيطان على ابن آدم.‏




غض البصر Start-iconقُلْ
لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ
ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَغض البصر End-icon
[النور:30].



وتأملوا أيها المؤمون ما في هذه الآية من البلاغة الغوية، وسمو التشريع، وفصاحة
الخطاب، فقد قال الله عز وجل:
غض البصر Start-iconيَغُضُّواْ
مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْغض البصر End-icon
ولم يقل يغضوا أبصارهم، ومن هنا على رأي كثير من المفسرين للتبعيض، لأن
أول نظرة لا يملكها الإنسان، وإنما يغض فيما بعد ذلك، فقد وقع التبعيض بخلاف
الفروج، فلم يقل: يحفظوا فروجهم، وقال:
غض البصر Start-iconوَيَحْفَظُواْ
فُرُوجَهُمْغض البصر End-icon،
إذ حفظ الفرج عام.



ثم تأمل كيف بدأ بالأمر بحفظ البصر ثم أتبعه بحفظ الفرج، وذلك لأنّ البصر الباب
الأكبر إلى القلب، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته ووجب التحذير منه.



ولهذا قالوا: النواظر صوارم مشهورة، فأغمدها فى غمد الغض والحياء من نظر
المولى، وإلا جرحك بها عدو الهوى[1].



‏وما أحسن قول الشاعر‏:‏



وغض عن المحارم منك طــرفا طموحا يفتن الرجل اللبيبا ‏



فخائنة العيـــون كأســد غاب إذا ما أهملت وثبت وثوبا ‏



ومن يغضض فضول الطرف عنها يجد في قلبه روحا وطيبا



أيها المؤمنون، في الديار الكافرة التي طغا أهلها في البلاد فأكثروا فيها
الفساد، إذا نظرت أمامك فسيقع نظرك على محرم، وإذا صرفته إلى الجهة اليمنى،
فستشاهد صورة قبيحة، وإذا التفت إلى يسارك فسيمر أمام ناظريك شيطان في صورة
امرأة شبه عارية، وإذا نظرت أسفل منك فسترى مفاتن من نوع آخر، فأين تنظر، انظر
إلى السماء لتدعو الله عز وجل أن يهدي أهل هذه البلاد، وأن يرحمنا وإياهم فلا
ينزل عليهم حجارة من سجيل تحرق أجسادهم العارية، فإن لم يهدهم فندعوه أن يخرجنا
من هذه البلاد سالمين في ديننا وأعراضنا، وأهلينا، وأن يهدي بلاد المسلمين فلا
تحذو حذوهم في هذا العري والفجور، وأن تلتزم الإسلام نهجاً وتقرب أهل الخير بدل
أن تضيق على أهل الخير حتى تضطرهم للقدوم إلى هذه الديار.



أيها الإخوة، مظاهر الفجور التي نشاهدها بأم أعيننا صباح مساء، تعيد علينا
السؤال المهم والخطير، ما هو المسوغ الشرعي لبقائنا في هذه البلاد، هذا السؤال
المحرج الذي كثيراً ما تسائلنا به في دواخل أنفسنا، وكثيراً ما تهربنا من
الإجابة عنه، وكثيراً ما غالطنا عند الإجابة عنه حقائق شرعية، بل وواقعية.



أيها المؤمنون، وكما ذكرت قبل، فإن الحق مؤلم، والصراحة مزعجة، ومواجهة المشكلة
تحتاج إلى شجاعة وإقدام، فلذا أريد أن ألخص لكم جواب هذا السؤال فيما يلي:



سكنى هذه الديار لا تجوز إلا بتحقق ثلاثة شروط:



الأول: الأمن على الدين، بحيث يكون لدى المقيم من العلم، والإيمان وقوة العزيمة
ما يطمئنه من الثبات على دينه، والحذر من الزيغ والإنحراف، ومولاة الكافرين
ومحبتهم.



الثاني: أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع، فلا يمنع
من إقامة الصلاة، والجمعة والجماعات إن كان معه من يصلى جماعة، وكذلك لا يمنع
من الصيام والزكاة والحج وغيرها من شعائر الدين.



الثالث: المسوغ الشرعي. ولا نريد أن نفصل في هذه الشروط.



لكن ليسأل كل منا نفسه عن مدى تحقق هذه الشروط، وليتذكر قول الرسول
غض البصر Salla-icon:
((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين)).



أيها الإخوة، ولما كان النظر المحرم بهذه الدرجة من الخطورة، وهذه المنزلة من
الغواية، كان لغض البصر فوائد كثيرة، يسر الله لبيانها العالم الرباني طبيب
القلوب الشيخ ابن قيم الجوزية، وها نحن نذكر نتفاً من تلك الفوائد التي صاغها
يراعُه:


أحدها: تخليص القلب من ألم الحسرة:






فإن من أطلق نظره دامت حسرته، فأضر شيء على القلب إرسال البصر، فإنه يريه ما
يشتد طلبه ولا صبر له عنه ولا وصول له إليه، وذلك غاية ألمه وعذابه.



قال الشاعر:



وكنت متى أرسلت طرفـك رائـداً لقلبك يومـــاً أتعبتك المناظر



رأيت الـذي لا كله أنت قادر عليـ ـه ولا عن بعضه أنت صابر



والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، وهي
بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس، فإن لم يحرقه كله أحرقت بعضه،
والناظر يرمي من نظره بسهام غرضها قلبه، وهو لا يشعر فهو إنما يرمي قلبه.



وقال الشاعر:



إذا أنت لم ترع البــروق اللوامحا ونمت جرى من تحتك السيل سائحا



غرست الهوى باللحـظ ثم احتقرته وأهملته مستأنسا متســـــامحا



ولم تدر حتى أينعت شجراته وهبت رياح الوجــد فيــــه لواقحا



فأمسيت تستدعي من الصبر عازبا عليك وتستدني من النــوم نازحا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غض البصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رحالة حب :: المنتديات العامه :: الاسلامى-
انتقل الى: